قبض الروح
روي عـن عمـر أنـه قال :
إذا قبض ملك الموت روح المؤمن قام على عتبه الباب . ولأهـل البيت ضجـة ، فمنهـم الصاكـة وجهها ، ومنهـم الناشرة شعرهـا ، ومنهم الداعية بويلها ، فيقول ملك المـوت عليه السلام : ففيم هـذا الجزع ؟ فو الله ما أنقصت لأحـد منكم عمراً ، ولا ذهبت لأحـد منكم برزق ، ولا ظلمت أحـداً منكم شيئاً ، فإن كانت شكايتكم وسخطكـم علي فإني والله مأمـور ، وإن كان ذلك على ميتكم فإنـه في ذلك مقهـور ، وإن كان ذلك على ربكم فأنتم بـه كفرة وإن لي فيكم عودة ثـم عودة ، فلو أنهم يرون مكانه أو يسمعون كلامـه لذهـلوا عن ميتهـم ولبكوا على أنفسهـم
وفـي الخبر :
( إذا حمل الميت على النعش رفرفت روحـه فـوق النعش ، وهو ينادي : ي أهلي ، ويا ولدي :
لا تلعبن بكـم الدنيا كما لعبت بي . جمعت المال من حله ومن غير حله ، ثـم خلفته لغيري يهنأ بـه ، والتبعة علي ، فاحذروا ما حل بي ) .
روي جعفـر بن محمد عن أبيه قال :
نظـر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ملك الموت عند رأس رجل من الأنصـار ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم .
(( ارفق بصاحبي فإنه مؤمـن . فقال ملك الموت عليه السلام : يا محمد طب نفساً ، وقـر عيناً ، فإني بكل مؤمن رفيق . واعلم أن ما من أهـل بيت مدر ، ولا شعر ، في بر ولا بحر إلا وأنا أتصفحهم في كل يـوم خمس مرات حتى لأنا أعـرف بصغيرهـم وكبيرهـم منهم لأنفسهم ..
والله يا محمد لو أني أردت أن أقبض روح بعوضة ما قدرت على ذلك حتى يكون الله هــو الآمـر بقبضها )) .
قال الكلبي :
يقبض ملك الموت الروح من الجسد ، ثـم يسلمها إلى ملائكة الرحمة ، إن كان مؤمناً ، وإلى ملائكة العذاب إن كان كافـراً .
وفـي خبر الإسراء :
عن ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( مررت على ملك آخـر جالس على كرسي ، إذا جميع الدنيا ومن فيها بين ركبتيه ، وبيده لوح مكتوب ينظر فيه ، لا يلتفت عنه يميناً ولا شمالاً فقلت : يا جبريل مـن هـذا ؟ . قال : هـذا ملك الموت . فقلت يا ملك الموت ، كيف تقدر على قبض جميع أرواح من في الأرض برهـا وبحرهـا ؟ قال : ألا ترى أن الدنيا كلها بين ركبتي ، وجميع الخلائق بين عيني ، ويداي تبلغان المشرق والمغرب ، فإذا نفد أجل عبيد نظرت إليه ، فإذا نظرت إليه عـرف أعواني من الملائكة أنـه مقبوض ، فغدوا فبطشوا بـه يعالجون نزع روحه ، فإذا بلغوا بالروح الحلقوم ، علمت ذلك فلم يخف على شيء مـن أمره ، ومددت يـدي فأنزعه من جسده وأتولى قبضـه .